رد: الأخطار الجيومورفولوجية بالسهل الساحلي شمالي شبه جزيرة سيناء
[align=justify]
تمهيد:
تتفاقم الأخطار والكوارث الطبيعية، و تزداد يوما بعد يوم، مهددة حياة الإنسان و ممتلكاته ومقومات بيئته الطبيعية؛ مما جذب أنظار الإنسان إليها فاهتم بها، محاولا دراستها، وفهمها ومن ثم التنبؤ بها، وإعداد دفاعاته لها. وتتنوع تلك الأخطار في منطقة الدراسة، و لعل من أهمها الأخطار الجيومورفولوجية والتى لها تأثير مباشر على حياة الإنسان و ممتلكاته. ومنها التجوية الملحية والتملح، والعمليات البحرية، وحركة الرمال، والسيول، و ترتبط الأخطار الجيومورفولوجية في منطقة الدراسة بعمليات تطور سطح الأرض، ونشاط الإنسان؛ فقد يمثل ذلك التطور في حد ذاته خطراً على الإنسان، كالسيول وما يعقبها من عمليات جيومورفولوجية.
و قد يترتب على نشاط الإنسان نفسه الخطر؛ حيث يزحف إلى مواضع الأخطار غير مكترث بها، ولعل هناك الكثير من الدوافع التى تزج بالإنسان لهذا، حيث إنه يسعي لتوسيع أنشطته واستغلال موارد البيئة الطبيعية الاستغلال الأمثل، آملا بذلك إشباع حاجاته، ورفع مستواه المادي والإجتماعي والثقافي. وعلى الرغم من أحقية الإنسان بكل هذا فإن هذا السلوك الذي ربما يبتعد عن التخطيط والدراسة السليمة لاستغلال موارد البيئة، يترتب عليه الإخلال بالتوازن البيئي؛ فيكون المردود فقدان موارد البيئة، وربما حياة الإنسان.
1- موقع منطقة الدراسة:
تقع منطقة الدراسة ضمن شبه جزيرة سيناء, التى تقع بدورها في الركن الشمالى الشرقي لمصر، والتى تغطي حوالى 61500كم2.تلك المساحة التى تشهد حاليا مرحلة مهمة من البناء والتعمير والإستثمار للقطاعات الزراعية والصناعة والسياحية والمعدنية والسكانية؛ رغبة في تكوين مجتمع متوازن يسهم في الحد من خطورة المشكلة السكانية في الوادي و الدلتا.
تعالج هذه الدراسة السهل الساحلى لشمالى شبه جزيرة سيناء؛ والذى يحده البحر المتوسط من ناحية الشمال، وخط كنتور200م من ناحية الجنوب، والحدود المصرية الفلسطينية من ناحية الشرق، وقناة السويس من ناحية الغرب شكل (1).
تنقسم سيناء تضاريسيا على عدة أقسام واضحة، وهى من الشمال للجنوب:
السهل الساحلي الشمالى، وإقليم القباب والسهول الداخلية وهضبة التيه وهضبة العجمة وجبل الطور.
تنقسم إداريا إلى محافظتين هما: شمال سيناء وجنوب سيناء، وتقع غالبية مساحة منطقة الدراسة ضمن الأولى، والتى تضم 6 مراكز، و6 مدن و536 قرية، وإجمالى مساحتها 30ألف كم2، وكثافتها السكانية العامة 6.68 نسمة / كم2. كما تنتمي منطقة الدراسة كذلك الى محافظة بورسعيد والإسماعيلية والسويس، ويبلغ إجمالى مساحة منطقة الدراسة 11640 كم2.
2- مدخل لدراسة الأخطار:
تتعدد أنواع المخاطر التى تتعرض لها المناطق حديثة العهد بالعمران والتعمير، وهى المناطق التى يتطور سطحها بشكل طبيعي، وهى دائمة التغير، وبالتالى يصبح التكيف مع مثل هذه المخاطر أمراً غير يسير.
وتتمثل أهم المخاطر الطبيعية في منطقة الدراسة في ظاهرات زحف الرمال والسيول وعمليتى النحت والإرساب بامتداد خط الشاطىء، والتجوية الملحية والهبوط الأرضي.
والحقيقة أن تلك المخاطر نشأت من عمليات طبيعية، تداخل الإنسان معها بأنشطتة فاعترضها وعدّل من سيرها، مما انعكس عليه بالخسائر المادية والنفسية.
وفيما يلي عرض مبسط للمفاهيم الخاصة بالأخطار والكوارث الجيومورفولوجية والتصنيفات المختلفة للأخطار وكيفية مواجهة الإنسان لها.
أ- مفاهيم الأخطار والكوارث الجيومورفولوجية:
هناك اختلاف واضح بين مفهوم الخطر العام Hazard بمنطقة ما وبين الكارثة Disaster، فالخطر عرفه معهد الجيولوجيا الأمريكي 1984 بأنه ظاهرة طبيعية يترتب عليها ظهور مخاطر محتملة على حياة الناس وممتلكاتهم. أما الكارثة فهى تأثير سريع وفجائي للبيئة الطبيعية على النظم الاقتصادية والاجتماعية (محمد صبرى محسوب وأرباب، 1998، ص36:37).
ولقد أشار Burton and Kates, 1964)) إلى مفهوم الخطر كمجموعة من العناصر البيئية الضارة بالإنسان، والتى تنتج عن قوى عارضة خارجة عن إرادته.أو أن الخطر يتمثل في العمليات التى تسبب خسائر ماديةGardener, 1977)).أو تفاعلا بين البيئة الطبيعية والمجتمع البشرى ، مؤدياً إلى إحداث أضرار بالبيئة وبأنشطة الإنسان(Kates,1978).أو أن الخطر يتمثل في حدوث عمليات طبيعية تؤثر على الكائنات الحية والبيئات الخاصة بها(Alexander, 1993, p633). بينما تعارف الكثيرون على أن الكارثة أشد خطرا من الخطر، وذلك لطبيعتها الفجائية وأثارها التدميرية وقد قام (محسوب وأرباب، 1998:ص38)بَسلسَلة الكوارث فيما يلي:
Hazard خطر Risks مخاطرthreat تهديد Disaster كارثة
ثم يتبع الكارثة الصدمة Impact ثم آثار ما بعد الكارثة After math.
وأوضح( Westgate and Okeefe, 1976) أن الكارثة نتاج للتفاعل بين الظواهر الطبيعية أو الفيزيائية والناس الذين تأثروا بتلك الظواهر، وذلك التفاعل الذي ربما يخلف دمارا شاملا، وجرحي وخسائر في الأرواح. وعرفها(Idndr1992 )العقد العالمي لتقليل الكوارث بأنها إتلاف خطير لبنية المجتمع المصاب.
ويمكن القول أن الكوارث، هى عمليات طبيعية، بإمكانها تهديد ما تصل إليه وإلحاق الضرر به، مما يترتب عليه خسائر اجتماعية وفيزيائية، ليس فقط وقت حدوثها، ولكن على المدى البعيد (Ayala, 2002

108).
وفي الحقيقة أن معظم الكوارث ترتبط بالعمليات الجيومورفولوجية لكونها تمثل جزءا مهما من سطح الأرض، فيلاحظ أن الكوارث ترتبط بعمليات جوية ومائية وجيولوجية وبيولوجية وأيضا تكنولوجية، وهى عمليات وثيقة الصلة بالمفاهيم الجيومورفولوجية.
و جدير بالذكر أن المخاطر الجيومورفولوجية تعد كمجموعة عناصر، تهدد المصادر البشرية، ناتجة عن عدم ثبوت خصائص سطح الأرض الخارجي، والتى تتوقف على مدى استجابة أشكال سطح الأرض للعمليات الجيومورفولوجية أكثر من تأثرها بمصادرها الأساسية.
ولكون الأخطار والكوارث ترتبط في معظمها بعمليات جيومورفولوجية(Gares,et al,1994) كان دورالجيوموفولوجي كبيرا في فهمها، ووضع الحلول الأنسب لمواجهتها والتقليل من حدتها أو منع حدوثها حيث إنه يمتلك الفكر الجغرافي المتصل بالبعد المكاني والفهم الكامل للعمليات الطبيعية .
فعلى سبيل المثال لا الحصر: تشترك السيول في حدوثها مع الظواهر الجوية والمائية، والتى تسمى بالعواصف المدارية والأعاصير والرياح الموسمية. وبدراسة السيول والأحداث التاريخية وجيومورفولوجية السيول التقليدية بواسطة نظم المعلومات الجغرافية والدراسات الميدانية وتحليل العينات والصور المجسمة والفضائية، يمكن بسهولة تطوير تقديرات المخاطر وكيفية إدارتها.
والواقع أن للأخطار والكوارث تأثيرا مزدوجا فقد يترتب على حدوث أى منهما أو كليهما آثار إيجابية، عديدة مثلما هو في عمليات الإرساب على امتداد الشواطيء؛ فقد تشكل خطرا من ناحية، وقد تمثل درعا واقيا لحماية الشاطىء، وإحداث توازن على امتدادها من ناحية أخرى، الأمر نفسه للسيول؛ فقد يترتب عليها آثار إيجابية؛ حيث تأتي محملة بالرواسب التى تعمل على زيادة خصوبة التربة في دلتا وادي العريش، وقد تحمل تلك الرواسب صفة الخطورة، فقد يترتب عليها جرف التربة، وقد يمتد أثرها إلى مناطق العمران فتخلف خسائر بشرية كبيرة.
وبهذا فالخطر الجيومورفولوجي في منطقة الدراسة يرتبط بحدوث مجموعة من العمليات الطبيعية التى تهدد النشاط البشري، وتتوقف آثار تلك العمليات على مدى استجابة تلك المجتمعات وحساسيتها لها، مما قد يترتب عليها إحداث خلل في النظام الجيومورفولوجى.
ب - التصنيفات المختلفة للأخطار:
وتنقسم الأخطار إلى قسمين:
أولا: الأخطارالطبيعية: هى التى تحدث دون تدخل من الإنسان، ولها تأثير مباشر على أنشطته. وتشمل العواصف المدارية وفوق المدارية والرياح القوية، وتغير منسوب سطح البحر، والسيول والحرائق الطبيعية، وتآكل الشواطيء وأمواج التسونامي والزلازل والبراكين والإنزلاقات الأرضية.
ثانيا:الأخطارالبشرية: هى التى تحدث بتدخل الإنسان بشكل مباشر أو غير مباشر؛ حيث يلجأ الإنسان إلى تعديل ظاهرات سطح الأرض فيكون لذلك مردود سلبي على أنشطته وعلي حياته.
وقد صنف ( Burton, 1964) الأخطار الطبيعية إلى ثلاثة أقسام:
- أخطار مناخية ومتيورولوجية، وتشمل العواصف الثلجية والفيضانات والجفاف والضباب والصقيع وعواصف البرد والموجات الحارة، والهاريكين والحرائق والتورنيدو.
- أخطارجيولوجية وجيومورفولوجية: وتشمل الانهيارات الثلجية والزلازل والتعرية وتآكل السواحل والانزلاقات الأرضية وحركة الرمال وأمواج التسونامي والطفوح البركانية.
- أخطار بيولوجية وتشمل أخطارا نباتية مثل مرض الصنوبر وصدأ القمح وأخطارا حيوية مثل: الملاريا والتيفوس وداء الكلب والقوارض والجراد.
وصنفهاBrayant, 1991))إلى:
- أخطار جيولوجية، وتشمل الزلازل والبراكين والأراضي غير المستقرة، وأخطارا مناخية وتشمل العواصف والرياح القوية والتساقط والفيضانات والحرائق الطبيعية.
وقد عرض(
محسوب, 1998) تصنيفا للأخطار على النحو التالى:
1- أخطارا وكوارث جيولوجية وتضم:
- أخطارا وكوارث مرتبطة بالزلازل مثل: اهتزاز الأرض والتسييل والانزلاقات الأرضية وتشققات الأرض والأمواج البحرية المدمرة (التسونامي).
- أخطارا وكوارث مرتبطة بالبراكين وتشمل عمليات تساقط الكتل الصخرية، وتدفق المفتتات والرماد البركاني واللافا والتدفق الطيني وتصاعد الغازات البركانية وسقوط الأمطار الحمضية.
2- أخطارا وكوارث جوية ومائية وتضم:
وأخطارها والكوارث الناجمة عنها كالأمطار الغزيرة والأمواج العاصفة والهاريكين والتورنيدو والتدفقات الطينية، والعواصف المحلية المتربة شديدة الجفاف والحرارة مثل الخماسين في مصر.
- أخطار وكوارث مرتبطة بالسيول والفيضانات.
- أخطار مرتبطة بالجفاف.
-أخطارا مرتبطة بالجليد مثل الهبوط الأرضي، وتجمد مياه الشرب والصرف في الأنابيب، وتصدع الطرق والمباني؛ نتيجة للمياه المتجمدة أسفلها، والانهيارات الجليدية.
3- أخطارا مرتبطة بعمليات سطح الأرض الجيومورفولوجية وتتضمن:
- نحت التربة وتدهورها، مثل تعرية التربة( تعرية غطائية وتعرية أخدودية) وتملح التربة وتغدقها وتصلبها إلى جانب تلويثها.
- التصحر الناتج عن النحت والإرساب الهوائي.
- الإنهيارات الأرضية وتشمل الانزلاقات والسقوط الصخرى وزحف التربة وزحف هشيم السفوح.
- الهبوط الأرضي.
- أخطارا مرتبطة بالسواحل وتشمل: تراجع خط الشاطىء وإطماء المواني والبواغيز والخلجان، وغرق السواحل، وتلوث المياه الشاطئية، ومشكلات أخرى مرتبطة بالسواحل المرجانية.
4- أخطارا بيولوجية وتضم:
حرائق الغابات والمراعي وغزو الجراد للأراضي الزراعية والأمراض والأوبئة.
ج- كيفية مواجهه الإنسان للأخطار:
مما لا شك فيه أن للإنسان دورا كبيرا في تفاقم الخطر، بل حدته أحياناً، وعلى الرغم من هذا يسعى جاهداً لمواجهته وصنعه أو الحد منه و قد يسير في مواجهة الخطر في اتجاهين رئيسين:
الأول: التكيف مع الخطر محاولاً تفاديه و الحد من خطرة.
الثاني: وضع المعايير والأسس العلمية لمنع الخطر والتقليل من خسائره ويسعى الإنسان جاهداً للتنبؤ بزمن حدوث الخطر. حتى يتسنى له توفير الاحتياطيات اللازمة، و اختيار أفضل السبل لدرء الخطر، أو لاتباع التخطيط العلمي السليم، وتكثيف الدراسات لإيجاد أنسب الحلول وأفضل الطرق لمواجهه الأخطار المختلفة.
و ينبغي على الإنسان عند وقوع كارثة ما اتباع أربع مراحل رئيسة.
وهى ( محسوب، 1998: صـــ27 ):
- تحليل الكارثة.
- البدائل السلوكية.
- تحليل البدائل و ترتيبها.
- الاختيار بين البدائل.
وتتباين دول العالم فيما بينها في كيفية التعامل مع هذه المراحل، و تتطلب إدارة هذه المراحل تكامل الدراسات وتضافر الجهود، وهو ما قد لا يتوافر في بعض دول العالم، و خصوصا الدول النامية، والتى لا يتوقف الأمر في هذه الدول عند العجز عن مواجهه الخطر، بل قد يساعد على زيادة الخطر وذلك نتيجة لغياب التخطيط السليم، والجهل بطبيعة الخطر.
و قد أرجع ( Ayala, 2002

108 ) تفاقم الخطر إلى سببين هما:
- العلاقة القائمة بين الموقع الجغرافي والموضع الجيولوجي والجيومورفولوجى، فكثير من الدول النامية تقع في نطاق النشاط الزلزالى والبركانى والتسونامي والسيول وغيرها من الأخطار.
- تدنى المستويات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية و الثقافية؛ مما يزيد التأثر بالأخطار.
كما أوقف ( Cannon, 1993) حساسية المجتمعات للأخطار و الكوارث الطبيعية على ثلاثة عناصر فيما يلي:
- مرونة و تكيف: وهى درجة المرونة الخاصة بأسباب الرزق للفرد و المجموعة و مقدرتهم على مقاومة آثار المخاطر الطبيعية.
- الصحة: وتشمل كل النشاطات والقياسات الاجتماعية المتنوعة.
- الاستعداد: ويتحدد بوسائل الحماية المتاحة لمواجهه المخاطر، وهو يعتمد على سلوك الناس من أجل حماية أنفسهم.
وقد ذكر (Aysan, 1993) أنواعا مختلفة لحساسية المجتمعات بالمخاطر كما يلى:
- نقص المصادر ( حساسية المواد الخام أى حساسية اقتصادية ).
- تحطم النماذج الاجتماعية ( حساسية اجتماعية )
- ضعف قوة المنشآت القومية والهيئات المحلية ( حساسية تنظيمية)
- نقص المعلومات والدراسات ( حساسية تعليمية )
- نقص الإدراك الجمهورى ( وطنى – حكومى ) وهى حساسية الدافع والمؤثر.
- محدودية القوة السياسية و التمثيل السياسى ( حساسية سياسية ).
- عادات و معتقدات معينة ( حساسية ثقافية ).
- مبانى ضعيفة للأفراد ( حساسية فيزيائية ).
وقد قام (Ayala, 2002 p119 ) بدمج كل ما سبق في الحساسية الطبيعية و البشرية؛ فهناك حساسية البراكين والزلازل و السيول والانزلاق الأرضي.... وهكذا، معتمدة على المخاطر الطبيعية المرتبطة بالموقع الجغرافي. فى حين تعتمد الحساسية البشرية على النظم الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية شكل (2).
وقد حدد (Alexander 1993 ) أربعة مستويات للتكيف مع الخطر الطبيعي تتمثل فيما يلي:
- الإقامة في مناطق الخطر بالرغم من عدم وجود وسائل للمقاومة، ولهذا يرتبط هذا المستوى بأشد درجات الخطورة.
- التعايش مع الأخطار، في مناطق واجهت الأخطار في الماضى.
- إعادة توزيع السكان داخل مناطق الخطورة.
- التخطيط لهجرة السكان إلى مناطق أكثر أمناً.
ويسهم الفهم الجيومورفولوجى السليم في تقديم أفضل السبل لمواجهة الكوارث الطبيعية، حيث تساعد على فهم العمليات الداخلية والخارجية، فيسهل التنبؤ ببعض المخاطر الطبيعية، وهى في ذلك تعمل من خلال ثلاثة محاور رئيسة هى:
الأول: دراسة تحليلية متأنية وعميقة للعمليات الطبيعية وخصوصا التى يترتب عليها مخاطر.
الثاني: تحديد سبل التنبؤ بتطور تلك العمليات وما ينجم عنها من خطر.
الثالث: تحديد سبل التطبيق ومواجهة تلك الأخطار والكوارث.
وتعالج الدراسة الحالية الأخطار الجيومورفولوجية من خلال اتباع منهج علمي واضح يحقق الفرض العلمي المطلوب، وتتمثل خطوات ذلك المنهج فيما يلي:
- توضيح مفهوم الخطر.
- فهم الإطار المكاني للخطر من خلال دراسة الجوانب الجيولوجية والمناخية والجيومورفولوجية.
- تحديد العوامل المسببة لحدوث الأخطار.
- فهم العمليات الجيومورفولوجية التى تترتب على حدوثها الأخطار.
- تصنيف درجات الخطورة لكل خطر، وبيان آثاره.
- التوزيع المكاني للأخطار.
- الآثار المترتبة على الأخطار.
- دور الإنسان في حدوث الخطر وتفاقمه.
- كيفية مواجهة الأخطار وطرق الوقاية سواء بمحاولة منع حدوث الخطر، أو التقليل من آثاره السلبية، أو ببيان كيفية التعايش مع الخطر بأقل الخسائر.
- التنبؤ بالخطر القادم وكيفية الإعداد لمواجهته.
3– الدراسات السابقة
يمكن تقسيم الدراسات السابقة على دراسات عامة؛ وهى دراسات تناولت موضوعات الجيومورفولوجبا التطبيقية بشكل عام والتى كان لها ارتباط كبير بموضوع الدراسة وهى دراسة محمد صبري محسوب وزميله (2000) عن الأخطار والكوارث الطبيعية، الحدث و المواجهة معالجة جغرافية. ودراسة محمد صبري محسوب (2000) البيئة الطبيعية وتفاعل الانسان معها. ومحمد صبري محسوب (1991) جيومورفولوجية السواحل. و محمد صبري محسوب (2004) عن الأراضي الجافة، خصائصها الطبيعية و مشكلاتها البيئية، و دراسةCooke,R,U., et al (1985) عن Urban Geomorphology in Dry Lands. و دراسة أحمد سالم صالح (1999) عن السيول في الصحاري، نظريا و عمليا، و دراسة Said, R. (1992) عن Geology of Egypt .
و دراسات خاصة تناولت مواضع في منطقة الدراسة جيومورفولوجيا و تطبيقيا و أهمها:
- Levy (1971, 1974, 1977)
و هى دراسات عن الأملاح ومصادرها في منطقة بحيرة البردويل.
- رمضان نوفل (1994) عن حواجز البحيرات الشمالية في مصر.
- Shaheen, (1998) عن الرواسب السطحية بمنطقة بحيرة البردويل
- El Banna,M,M,S,. (1999) Geological Studies of the sand dunes of El Sheikh Zuwied, East Wadi El- Arish, North Sinai, Egypt.
عن الكثبان الرملية و السبخات في شمال سيناء. - Assal, (1999)
- نورة عبد التواب (1999) عن الأشكال الرملية في شمال سيناء دراسة جيومورفولوجية.
عن الرواسب السطحية في شمال سيناء -Hereher, (2000)
- حسن مرزوق(2001) عن منطقة بحيرة البردويل شمال سيناء. دراسة جيومورفولوجية.
- عادل السعدني (2002) عن منطقة شرق قناة السويس جيولوجيا و مورفولوجيا
4 – مناهج الدراسة أسإليبها:
اعتمد الطالب في دراسته للأخطار الجيومورفولوجية على المناهج التالية:
- المنهج الوصفي التحليلي: الذي يعتمد على وصف الظاهرات الجيومورفولوجية و تحديد خصائصها و من ثم تطويرها.
- المنهج الإقليمي: و ذلك للتعرف على بيئات الأخطار في منطقة الدراسة.
- كما استخدم الطالب العديد من الأساليب الإحصائية والكمية والكارتوجرافية من نظم المعلومات الجغرافية، التى ساعدت على حصر مواضع الخطر، ومعرفة مدى تطور سطح الأرض، وتقييم الأخطار.
5 – أسباب اختيار موضوع البحث:
- حدوث طفرة تنموية في شمال سيناء
- سهولة الوصول لمنطقة الدراسة.
- سرعة تطور سطح الأرض في شمال سيناء.
- تنوع الأخطار التى تعوق عمليات التنمية المختلفة.
- رغبة الطالب في دراسة الجيومورفولوجيا التطبيقية.
- قلة الدراسات التطبيقية خصوصا عن منطقة الدراسة.
- وفرة المادة التعليمية التى يمكن أن يستخدمها الطالب في منطقة الدراسة.
6- مشكلات البحث
تتمثل في الإجابة عن العديد من التساؤلات ومنها:
- أين تتركز مواضع الأخطار؟
- ما هى المعايير الدقيقة لتصنيف درجة الخطورة؟
- ما هى الآثار الناجمة عن الخطر التى قد تمثل عائقاً أمام مشاريع التنمية؟
- ما هى الأسس العلمية الموضوعية لمواجهة كل خطر؟
7- أهداف البحث:
- تحديد مناطق الأخطار ومواضعها بالمنطقة لمواجهتها.
- الوقوف على الأخطار التى تهدد مشاريع التنمية المختلفة.
- لفت أنظار القائمين على التخطيط و أصحاب القرار للأخطار الجيومورفولوجية التى تحدث بالمنطقة.
- تقديم دراسة عن الأخطار الجيومورفولوجية لجزء حيوي من أرض مصر.
- إعداد خريطة جيومورفولوجية لكل خطر يهدد أنشطة الإنسان في منطقة الدراسة.
8- مصادر البحث:
اعتمد الطالب في دراسته للأخطار الجيومورفولوجية في منطقة الدراسة على عدة مصادر أهمها ما يلي:
1 – الخرائط
- الخرائط الجيولوجية مقياس 1: 250000 لمنطقة الدراسة عام 1999. و الخرائط الحيولوجية التى وردت في الدراسات السابقة و التى تتضمن التحليلات المختلفة لمنطقة الدراسة.
- الخرائط الطبوغرافية مقياس 1: 25000، 1 :50000 ، 1 :100000 و الصادرة عن هيئة المساحة المصرية لسنوات مختلفة.
- الصور الجوية مقياس 1: 20000 لمواضع مختلفة في منطقة الدراسة عام 1956.
- المرئيات الفضائية لمنطقة الدراسة لأعوام 1976، 1984، 1996، 2000م.
2 – الدراسة الميدانية:
انقسمت الدراسة الميدانية على ثلاثة مراحل على النحو التالى:
المرحلة الأولى:
هى المرحلة التى تمثلت في الزيارات الاستكشافية لمنطقة الدراسة، ورؤية الظاهرات المراد دراسة تطورها عن قرب، وكذلك الأنشطة البشرية المهددة و قد واكبت تلك المرحلة عمليات جمع البيانات من مصادرها الأخرى كالخرائط و الدراسات السابقة، مما خلق لدى الطالب بعض المفاهيم العامة والخاصة لمنطقة الدراسة، كما ساعدت على فهم المادة العلمية المستقاة من الدراسات السابقة.
المرحلة الثانية:
التى تمثلت في تحديد الأساليب الكمية وجدواها في الميدان في تحقيق هدف الدراسة، وذلك لحركة الرمال والتجوية الملحية والسيول وعمليات النحت والإرساب بامتداد شواطئ منطقة الدراسة؛ وذلك اعتماداً على الدراسات السابقة والزيارات الاستكشافية والخرائط المتنوعة.
المرحلة الثالثة
و قد تمثلت في القياس الميداني للظاهرات التى تترتب عليها الأخطار وشملت:
* قياسات مورفومترية للظاهرات الجيومورفولوجية قيد الدراسة.
* تحديد أبعاد النحت والإرساب على الشواطئ.
*قياسات أبعاد النحت والإرساب في الجزء الأدنى من وادي العريش.
*قياس معدلات حركة الكثبان.
*تحديد مواضع الأخطار على الأنشطة البشرية.
*أخذ عينات من الكثبان والفرشات الرملية ومنطقة الشاطئ الأمامي، والسبخات و تحليلها ميكانيكيكا ومعدنيا في المعمل.
المرحلة الرابعة
تمثلت تلك المرحلة في متابعة عمليات القياسات الميدانية لمعدلات حركة الرمال و النحت و الإرساب على طول الشواطئ في منطقة الدراسة.
و قد استخدم الطالب في القياس الميداني الخرائط الطبوغرافية والجيولوجية، وبعض الأدوات كالبوصلة المزدوجة لتحديد الاتجاهات وقياس الانحدار، وعجلة قياس، والشاكوش الجيولوجي، وشريط قياس من الكتان بطول 50م، وشريط قياس معدنيا بطول 5م، وكاميرا تصوير فوتوغرافي، وعلامات من الخشب والبوص بطول 80سم، ومربعا خشبيا بطول 1 م؛ لتسهيل قياس إنحدار سطح الأرض.
8- خطة البحث
تنقسم خطة البحث على خمسة فصول بجانب المقدمة و الخاتمة.
يتناول الفصل الأول الخصائص الطبيعية والبشرية لمنطقة الدراسة. من خلال دراسة الخصائص الجيولوجية والمناخية والجيومورفولوجية والسكان والحالة التعليمية والأنشطة الاقتصادية والعمرانية وشبكة النقل والزراعة والرعى والتعدين والصناعة وصيد الأسماك و السياحة والمحميات الطبيعية، ومشاريع التنمية المختلفة.
يتناول الفصل الثاني الأخطار الجيومورفولوجية المرتبطة بالتجوية الملحية والتملح و ذلك من خلال دراسة النظم البيئية المرتبطة بالتجوية الملحية والتملح ومفهوم التجوية الملحية وأشكالها وأخطارها على المباني والمنشآت والطرق وكيفية مواجهتها. وكذلك مفهوم التملح و تصنيف التربة طبقاً لدرجة الملوحة.
يتناول الفصل الثالث الأخطار الجيومورفولوجية المرتبطة بالعمليات البحرية، وذلك من خلال دراسة الظاهرات المرتبطة بعمليات النحت والإرساب و مواضعها، وكيفية مواجهتها.
يتناول الفصل الرابع الأخطار المرتبطة بحركة الرمال والعمليات الهوائية، وذلك من خلال الخصائص المورفولوجية للكثبان والانسياق الرملي، ومواضع الأخطار وكيفية مواجهتها.
ويتناول الفصل الخامس الأخطار المرتبطة بالسيول، وذلك من خلال دراسة خصائص حوض و شبكة التصريف، والظروف المائية للحوض، ومواضع الأخطار ودرجاتها، ودور الإنسان في تفاقمها وسبل مواجهتها.
[/align]